×

اقتباسات إبراهيم نصرالله: رحلة مع قلم الذاكرة والوطن

الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله في صورة قريبة بالأبيض والأسود

اقتباسات إبراهيم نصرالله: رحلة مع قلم الذاكرة والوطن

عندما نتحدث عن الأدب الفلسطيني المعاصر، وعن الأصوات التي حملت وجع الأرض وحلم العودة، يبرز اسم الكاتب والشاعر إبراهيم نصرالله كقنديل يضيء دروب الذاكرة، وكنهر من الكلمات يروي حكايات الصمود والأمل والفقد. اقتباسات إبراهيم نصرالله ليست مجرد جمل جميلة، بل هي شظايا من تجربة إنسانية ووطنية عميقة، تنبض بالحياة، وتلامس شغاف القلب، وتجبرنا على التوقف والتأمل في معنى الوطن، الهوية، والحب في أزمنة الشتات والبحث عن الذات.

مجموعة من كتب إبراهيم نصرالله متراصة على رف مكتبة، تتصدرها رواية "أعراس آمنة" بالألوان الترابية.

ما يميز اقتباسات إبراهيم نصرالله هو تلك القدرة الفريدة على التقاط اللحظات الإنسانية الهاربة، وتحويلها إلى لغة شعرية آسرة، سواء في رواياته الملحمية مثل “الملهاة الفلسطينية” و”أرواح كليمنجارو“، أو في دواوينه الشعرية التي تعكس حساسية مرهفة تجاه تفاصيل الحياة الصغيرة والكبيرة. إنه يكتب عن الحزن الذي يجعل الناس “مفاجيع أفراح”، وعن القلوب التي تحتاج أن تكون أكبر لتتسع لكل الأسى، وعن الأحلام التي تظل صغيرة نرعاها طوال العمر.

في هذه المقالة، ندعوك لرحلة لا تُنسى، رحلة إلى عالم إبراهيم نصرالله، حيث الكلمات تصبح وطنًا، والذاكرة سلاحًا، والأمل شعلة لا تنطفئ. لن نكتفي بسرد مجموعة من اقتباسات إبراهيم نصرالله، بل سنحاول أن نغوص في أعماقها، نستكشف أبرز المحاور التي شكلت عالمه الأدبي، ونتوقف عند تلك الأقوال التي أصبحت جزءًا من وعينا الجمعي. سنضيف أيضًا كنوزًا أخرى من كلماته، لتكون هذه الصفحة بمثابة نافذة واسعة تطل على فكر وقلب واحد من أهم مبدعينا العرب. فلتستعد روحك لتستقبل هذا الفيض من الجمال والمعنى.

قبل أن نبحر في محيط اقتباسات إبراهيم نصرالله، من المهم أن نتعرف قليلاً على هذا المبدع الذي كرس حياته للكتابة عن قضية شعبه وعن هموم الإنسان بشكل عام. وُلد إبراهيم نصرالله عام 1954 في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، الأردن، لعائلة اقتُلعت من أرضها في فلسطين عام 1948. هذه النشأة في كنف اللجوء والغربة شكلت وعيه المبكر، وغذت تجربته الإنسانية والأدبية.

صورة قريبة لإبراهيم نصرالله ينظر مباشرة إلى الكاميرا، بتعابير وجه هادئة وخلفية بسيطة.

درس نصرالله في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وعمل في التدريس والصحافة، لكن شغفه الحقيقي كان دائمًا للأدب. يُعتبر من أكثر الكتاب العرب إنتاجًا وتنوعًا، حيث كتب في الشعر، الرواية، والقصة القصيرة. مشروعه الروائي الأبرز هو “الملهاة الفلسطينية”، وهي سلسلة من الروايات تغطي أكثر من 250 عامًا من تاريخ فلسطين الحديث، وتُعتبر بانوراما أدبية فريدة من نوعها. من أبرز رواياته أيضًا “زمن الخيول البيضاء”، “قناديل ملك الجليل”، “أرواح كليمنجارو” التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2018، و”حرب الكلب الثانية” التي وصلت للقائمة القصيرة لنفس الجائزة.

اقرأ أيضا: اقتباسات وأقوال مميزة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني

تتميز كتابات نصرالله بلغة شعرية عالية، وقدرة على تصوير الشخصيات الإنسانية بعمق وتعقيد، واستكشاف ثيمات الذاكرة، الهوية، المنفى، المقاومة، والحب في سياقات تاريخية واجتماعية مؤلمة. اقتباسات إبراهيم نصرالله هي خير دليل على هذه القدرة الفذة على التعبير عن أعمق المشاعر والأفكار.

الوطن هو الجرح والبلسم في آن واحد في أدب إبراهيم نصرالله. إنه الوطن المسلوب، الحاضر في الذاكرة كحلم، والذي يشكل هوية كل فلسطيني في الشتات. اقتباسات إبراهيم نصرالله هنا تعبر عن هذا الحنين العميق، وعن معنى أن تكون غريبًا حتى وأنت بين أهلك.

في الغربة لا تستطيعين أن تدعين امتلاكك لشيء ما, في الغربة أنتِ لا تملكين سوى حلمك.

إذا خسر اليهود فإنهم سيعودون إلى البلاد التي أتوا منها، أما إذا خسرنا نحن، فسنخسر كل شيء.

هذه بلاد بحجم القلب ، لا شيء فيها بعيد ولا شيء فيها غريب.

لا أريد أن أموت هنا، فاهمة، أريد أن أموت هناك، لا أريد أن أبعث يوم القيامة في أي منفى، لأنني سأكون مضطرا أن أسير طويلا إلى وطني.

نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب بل نقف معها لأنها امتحان يومي لضمير العالم.

هذه البلاد بلادك وبلادي يا سعد مثلما هي بلادهم. هذه بلاد كل من يجرؤ على الدفاع عنها، أما الجبناء فلا بلاد لهم، لأن جبنهم هو بلادهم الوحيدة التي باستطاعتهم أن يرحلوا إليها الآن، دون أسف عليهم.

لأننا أبناء بلد واحد، ونحن لا نتذكر أننا مسلمون ومسيحيون إلا حين تذكروننا وتذكرونهم بهذا.

لم أكن أحب الذين يعودون إلى أوطانهم فقط، كي يموتوا فيه، وكأن أوطانهم لن تعيش إن لم تكن جثثهم تحت ترابها.

الوطن ليس مجرد أرض، إنه ذاكرة، رائحة، أغنية، إنه الشعور بأنك تنتمي إلى مكان ما، وأن هذا المكان ينتمي إليك.

في المنفى، يصبح كل شيء صغير من الوطن كبيرًا جدًا، وكل ذكرى كنزًا لا يقدر بثمن.

نحمل أوطاننا في قلوبنا كجرح مفتوح، وكأمل لا يموت، أينما ذهبنا.

الذاكرة هي ساحة المعركة الرئيسية في كتابات نصرالله. إنها الوسيلة لمقاومة النسيان، وللحفاظ على الهوية في مواجهة محاولات الطمس والمحو. اقتباسات إبراهيم نصرالله هنا تؤكد على قوة الذاكرة في تشكيل الحاضر والمستقبل.

هل تعرف ما مصير الحكايات التي لانكتبها؟ إنها تصبح ملكا لأعدائنا.

الذكريات هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغلب به البشر على الزمن لأنهم يؤكدون لأنفسهم بها أنهم لم يكونوا مجرد عابرين لهذه الحياة.

اقرأ أيضا: رحلة في أعماق فكر مصطفى محمود: اقتباسات تضيء دروب الحياة والإيمان

أعترف لك أن البشر يحاولون أن يمحوا الآثار الكبيرة التي تذكّرهم بفجائعهم، حتى يظنّوا أنهم تناسوا مصائبهم، لكنهم دائماً يتركون في الزوايا المهملة بعض الآثار الصغيرة الأشدّ وقعاً والأكبر معنى.، تلك التي تختزل الحكاية كلها بتواضع جريح.

التاريخ ليس ما حدث فقط، بل هو أيضًا ما نتذكره وما نختار أن نرويه.

النسيان خيانة، والذاكرة مقاومة. كل كلمة نكتبها هي حجر في بناء صرح الذاكرة الوطنية.

أحيانًا تكون الحكايات هي السلاح الوحيد المتبقي لدينا لنقاتل به من أجل بقائنا.

حتى في خضم الحروب والمآسي، يجد الحب طريقه ليتسلل إلى قلوب شخصيات إبراهيم نصرالله. إنه الحب الهش، المؤلم أحيانًا، ولكنه يمثل شعلة أمل وإنسانية. اقتباسات إبراهيم نصرالله عن الحب والفقد تلامس أعمق مشاعرنا.

ضوء القنديل لا يكفي لترى إنسانًا تُحبه.

تحبها إلى ذلك الحدّ الذي لم تجد فيه وسيلة للاحتفاظ بها سوى هجرها.

الحب في زمن الحرب هو أن تخاف على من تحب أكثر من خوفك على نفسك.

كل فقدان يترك في القلب فراغًا لا يملؤه شيء، لكنه يترك أيضًا ذكرى تجعلنا أقوى.

أجمل قصص الحب هي تلك التي لم تكتمل، لأنها تظل حية في الذاكرة كحلم أبدي.

في حضرة من نحب، تصمت الكلمات أحيانًا، وتتحدث القلوب بلغة لا يفهمها إلا العاشقون.

الحرب ليست مجرد خلفية لأحداث روايات نصرالله، بل هي وحش يلتهم الأرواح والأجساد والأحلام. لكن في مواجهة هذا الوحش، تبرز قوة الصمود الإنساني، والبحث الدائم عن العدالة والكرامة. اقتباسات إبراهيم نصرالله هنا تجسد هذه الروح المقاومة.

لم يخلق الله وحْشاً أسوأ من الإنسان، و لم يخلق الإنسان وحْشاً أسوأ من الحرب.

أنا لا أقاتل كي أنتصر، بل كي لا يضيع حقي.

نحن لسنا أبطالاً، ولكننا مضطرون أن نكون كذلك.

الذي يجبرنا على أن نزغرد في جنازات شهدائنا هو ذلك الذي قتلهم، نزغرد حتى لانجعله يحس لحظة أنه هزمنا وإن عشنا سأذكرك أننا سنبكي كثيرا بعد أن نتحرر.

ليس ثمة سفر يمكن أن يعود منه البشر منهكين أكثر من الحرب. إنها سفر بعيد يلامس فيه المرء الموت مرات و مرات, يتابعه الموت ينهشه حينا و يتخطفه حينا, و يتأمله بعد انتهائها باحثاً عن سبب جديد ليكمل عمله.

إن أسوأ فكرة خطرت للإنسان: أن يكون بطلاً في الحرب; وهناك ألف مكان آخر يمكن أن يكون فيها بطلا حقيقيا.

كنت أحب الحياة إلى ذلك الحدِّ الذي اعتقدت معه, أن على الموت أن يقاتلني طويلاً قبل أن يصلَ إلى داخل قلعتي هذه: جسدي.

كان والِدي رحمه الله يردد دائماً: لا يمكن لأحد أن ينتصِر إلى الأبد، لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصِرة إلى الأبد. ودائماً كنت أفكّر فيما قاله، لكنني اليوم أحِسّ بأن شيئاً آخر يمكن أن يُقال أيضاً وهو أنني لست خائفاً من أن ينتصِروا مرة ننهزم مرة أو ننتصر مرة وينهزموا مرة، أنا أخاف شيئاً واحداً؛ أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر للأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد.

الصمود ليس مجرد شعار، بل هو فعل يومي، هو أن تزرع وردة في مكان القنبلة.

العدالة قد تتأخر، لكنها حتمًا ستأتي، طالما هناك من يطالب بها ولا ييأس.

كل شهيد هو قصة لم تكتمل، وحلم لم يتحقق، لكنه أيضًا شعلة تضيء طريق الحرية للآخرين.

رغم كل الأسى والظلم، لا تخلو كتابات إبراهيم نصرالله من بصيص أمل، من إيمان عميق بقدرة الروح الإنسانية على الحلم والتجاوز. اقتباسات إبراهيم نصرالله هنا هي نشيد لهذه الروح التي لا تُقهر.

كثرة الأحزان ياعمي جعلت الناس مفاجيع أفراح.

القنديل الذي سترى في ضوئه العالم، عليك أن تشعله بنفسك.

الأحلام تخذل دائماً، كالأصدقاء الذين يموتون أولاً، أو يموتون فيما بعد، ويتركوننا خلفهم ننتظرهم في تلك الأماكن الغامضة.

اقرأ أيضا: واسيني الأعرج: اقتباسات وأقوال لا تنسى

كان لابد أن تعيش في العتمة طويلا حتى يفاجئك النور.

إنّ طائراً يستطيع الصمود كل هذه الأيام بلا طعام، طائرٌ عظيم، و أن يعود إلى طيرانه، ألاّ ينسى أجنحته، فهذا أعظم.

كل الأحلام صغيرة وتظلُّ صغيرة، ولذلك، ليس غريباً أننا نحن من نرعاها طوال العمر. لو كانت الأحلام كبيرة لقامت بنفسها لترعانا.

ذهبت إلى النومِ, كي لا أنامْ؛ لأحيا الحياةَ هنا بسلام.

الحرية هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تشبه نفسك.

ابتسم، لأن الخوف لم يتمكن من اختطاف قلوب الصغار.

حين لم نستطع الوصول لأفراحنا المُضيئة، يبدو أن حزننا هو الذي أصبح مضيئاً، وإلا لكنا إنطفأنا كما تقول جدتي منذ مائة عام.

حتى في أحلك الليالي، هناك دائمًا نجمة صغيرة تهمس بالأمل.

الأحلام هي أجنحتنا التي تساعدنا على التحليق فوق واقعنا المرير.

لا تفقد الأمل أبدًا، فالمعجزات تحدث لأولئك الذين يؤمنون بها حتى النهاية.

يغوص إبراهيم نصرالله في أعماق النفس البشرية، كاشفًا عن تناقضاتها، ضعفها، وقوتها. اقتباسات إبراهيم نصرالله هنا هي دروس مستفادة من مدرسة الحياة الكبرى.

أصعب ما يمكن أن يجد المرء نفسه غارقًا فيه، اضطراره لتفسير شيء لا يستطيع أن يفسره حتى لنفسه.

نحن نستحي من الأشياء الجميلة أكثر مما نستحي من الأشياء السيئة.

كان يلزمنا قلوب أكبر كي تتسع لكل هذا الأسى. قالتها ذات مرة جدتي، ولم أفهم كلامها إلا بعد زمن طويل.

لا بُدّ للإنسان أن يَختلي بِنفسه قَليلاً ، حتى يَستطيع إحتمال هَذه الحياة.

لأن أسوأ ما يمكن أن يحدث لإنسان أن يذهب ضحية حسن نواياه.

فالذي يغلق عينيه لأنه لا يريد أن يرى صباحا مشرقا، لا يعاقب الصباح وشمسه، إنه لا يعاقب سوى نفسه.

افضل ما في الزمن انه يمر بسرعة, وهذا اسوأ ما فيه ايضا.

هناك لحظة يجب أن تتوقف فيها عن الهرب. لا يمكن أن تركض إلى ما لا نهاية، لا يمكن أن تبقى بلا لسان إلى الأبد.

كل ما يفعله الإنتظار هو مراكمة الصدأ فوق أجسادنا وأرواحنا.

هناك أشياء يجب أن يعرفها الإنسان بنفسه، وإذا قالها له شخص آخر ، فإنها تغدو بلا معنى.

أتعرفين يا آمنة متى يستسلم الإنسان ؟ يستسلم الإنسان حين ينسى من يحب ، ولا يتذكر سوى نفسه.

لا أستطيع أن أقول أن التاريخ يعيد نفسه ، بل البشر يعيدون الأخطاء نفسها ، لأنني على يقين من أن الانسان هو الكائن الوحيد الذي لا يتعلم من أخطائه.

الدموع ليست هي الحزن ،الحزن هو أن تستطيع أن تمنع نفسك من أن تبكي أمام أحد من أجل هذا الأحد.

رغم أنّ كثيرا من النّاس يحبون العدالة، إلا أنّهم يكرهونها إذا ما كان عليهم أن يدفعوا ثمنها، بل يفعلون المستحيل لتجاوزها وخرقها.

كلّ ما نفعله من أشياء جيدة للناس الذين نحبهم لا ليحبونا فقـــط، بل لينسوا أننا أخطأنا حين نخطىء.

أنت تبدين أكثر حزناً منّي لأنك لا تبكين.

من أسوء الأمور أن يكون لديك سر ولكنك لا تستطيع البوح به لأحد، ببساطة لأنك بلا أصدقاء، أو لأن السر أكبر من أي صداقة تعتز بها.

ففي الحالات التي يبدو فيها البشر مصّرين على أن يبدو أقوى مما هم عليه فعلاً، يكونون قد بلغوا درجة ضعف تفوق ضعفهم المعتاد بكثير.

لا يدرك الإنسان دروس الحياة إلا حين يعمل، سواء كان هذا العمل هو حفر القبور أو بناء القصور.

إذا أقفلت أبواب الدنيا في وجهك ثانية, فتذكري أن باب هذه المقبرة مفتوحٌ لكِ على الدوام.

الجميلون يصبحون جميلين فقط، لأنهم استطاعوا الوصول إلى الأشياء التي يحبونها، الأشياء التي نحبها، الأشياء التي تحبها الحياة.

قلت لك، عليك أن تسير حافيًا لتفهم الأرض ونفسك أكثر، ولكنك لا تطاوعني دائما.

أسوأ ما يحدث لنا أن يغدو المشهد مألوفا.

اقرأ أيضا: اقتباسات عبد الرحمن منيف، غوص في أعماق الإنسان والوطن

أسوء شيء أن يباغتك الفرح رغم أنك تنتظره من زمن طويل.

أظن أن الناس يحبون من أحبوا على تلك الصورة التي رأوهم بها أول مرة،لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم كما يقال أن هؤلاء سيتغيرون وأنهم لن يكونوا أولئك الناس الذين عرفوهم ولذلك يكونون مضطرين للاحتفاظ بالصورة الأولى.

أنا لا يعنيني ما تؤمن به ، يعنيني ما الذي يمكن أن تفعله بهذا الإيمان ، تبني أم تهدم ، تظلم أم تعدل ، تسلب أم تمنح ، تحب أم تكره ،تحرر أم تستعبد.

لا تهزم مهزوما مرة أخرى يا يشر، ففي الأولى يفهم أنك هزمته كجندي، أما في الثانية فإنك ستهزمه كإنسان، وبهذا لن يغفر لك.

كيف ستسير على أرض أخفيت قتيلك فيها ؟!ستظل تتعثر بتلك الجثه كلما مشيت.

ظّلا يتشاجران طوال الوقت كل واحد منهما يدافع عن تنظيمه. يتشاجران دون أن يتذَكرا أن رأسيهما مطلوبان لرصاصة واحدة.

المرء لا يستطيع أن يفقد شيئاً هو في الأصل لغيره ، وإلا سوف يعذب نفسه مرتين ، مرة بجهله ومرة بفقدان ما ليس له.

وحدهم الذين عاشوا ربيعهم ، يتأمّلون خريفهم بابتسامة.

إن تفقد إيمانك بشيء في لحظة ما ، فهذا شيء طبيعي يحدث ، لكن المشكلة في أن ترجم أولئك الذين لا يزالوا بعد يؤمنون به.

كان الصمت مساحة من ظلام شاسعة لا يستطيع إضاءتها ألف قنديل.

رندة تعتقد أن كل الناس شعراء ، لا ليسوا شعراء تماماً ، ولكن هناك شاعر في كل إنسان ، لا يخرج إلا في اللحظة التي يلتقي فيها بنفسه تماما.

لا وقت لدينا يا بشر لاختبار الناس، ألم تر أن الخذلان الأكبر يأتي أحيانا من أولئك الذين اختبرتهم أكثر.

نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصة.

لم نكن نعرِف الخوف أبداً. تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله، هو وحده الذي يستطيع أن يأخذها، و في الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض.

أنا لا أتكلَّم لا يعني أنني لم أكن أُحسّ.

لاهثاً أركض , قاطعاً العمرَ بين سؤال وآخر , باحثاً عن إجابة أستريح على عتباتها قليلاً لأواصل أسئلتي.

كلما أصبحتَ جزءاً من فكرتكَ ، قالوا إنكَ موشكٌ على الجنون ، أمّا حين تصبحها فإنكَ الجنون نفسه! ، كأن هناك مسافة أمان لا بَّد منها بينكَ وبينَ نفسك.

نحن نجري جرياً إلى أقفاصنا .. وحين لا يضعوننا فيها .. نضع أنفسنا في قفص أكثر قوة .. قفص الوحشية والانتظار.

الناس لا يتحمّلون مآسيهم بالشجاعة نفسها.

لأنّ كل ما حولنا هنا ، يريدنا أن نعيش على الفتافيت ، فتافيت الخبز ، الكتب ، الأمل ، الحلم ، فتافيت الوطن ، و فتافيت الذكريات.

الذي يجيء أخيرًا .. لا تنتظره ! الذي تستطيع اللحاق به ماشيا.. لا تركض خلفه.

قلتُ لنفسي في آخر الأمر : يا نفسُ سوف يمرّ أحد ! لا تضيّعه لحظة الارتباك المقيمة في برّ ذاك الأزل , موزِّعةً قلبها بين يأسٍ و أملْ.

كان بعض الناس يحملون سلاحاً وبعضهم أعزل تماماً. كنت إذا سألتَ الأعزل: لماذا أنت هنا؟ كان يقول لأسعف الجريح، وأعود بالشهيد إلى أهله.

يحلم في الوقت الضائع؛ في الوقت الذي عليه أن يعمل أكثر في هذا الوقت الضائع.

المشكة الحقيقية لك كإنسان ، أن يكون صوتك في النهاية صدى ، ينطق و يعود ، دون أن يعثر على أذن تسمعه.

قلتُ: قلبي ما زالَ ينبض .. قالوا بصوت رجلٍ واحد: هذا لا يعني أنّكَ حيٌّ.

كم تود أن تضيع فيمالا تعرفه ، وتحبه ، لتكتشفه وتكتشف نفسك.

اذا ما آمن الرجال أن أعمارهم أطول من عمر الامبراطوريات سيعمرون أكثر منها.

كنت أخاف القبور ، لكنني الآن اعتدتها إن لي فيها من الأحبة أكثر بكثير مما لي فوق الأرض.

وما دام الإنسان قرر أن يعطى، فليُعط أفضل ما عنده.

نحن بحاجة ذكاء ، و الذكاء هو أن لا تمنح خصمك-بإجابتك على سؤاله الذي يوجهه إليك- فرصةً لصياغة سؤال لا حق.

مذاق المدن كمذاق الحب دائما يتفتح هناك في الوحدة.

سألت نفسي : ما هذا البلد الذي يحق للجميع فيه أن يتدخلوا في خصوصياتك ؟ حتى الحارس يسألك : لماذا ؟!

الإنسان يراوغ أتعرف لماذا؟ حتى لايفقد الدهشة. فقط حتى لايفقدها.

أيها الصديق الذي عبرت حصاري كنافذة… كم أرى الأرض من خلالك خضراء.

في الخيل عزّه لا يستطيع الإنسان أن يفهمها، إنها تحزن ولا تبوح، وتتألم ولا تنكسر يا ظاهر. كأن ماتسرب من الفرس البيضاء إلى داخلك، لم يكن حليبها وحدها. ولكن، عليك أن تتذكر أنك إنسان أولاً وأخيراً.

كل الجميلين يثيرون شهية الموت, وغسان من هؤلاء.

هذه هي المسألة … أنت تستطيع رد الموت عمن تحب، حين يحس الموت -ربما- بكل ذلك الحب الذي تكنه لذلك الإنسان؛ لكنك لا تستطيع أن ترده عن نفسك، لأن الموت يعرف تماما مذاق الأنانية.

يؤرقنى أن فكرة جميلة كالحرية لا تتحقق سوى بجمال موتك، لا بجمال حياتك، وهو جمال يكفي ويفيض ، ويؤرقنى أن البطل يصبح بطلًا أفضل كلما ازداد عدد الأموات حوله أو فيه، وأن أم الشهيد تصبح أكثر قدسية، وبطولة حين يستشهد لها ولد آخر، يؤرقني أننا تحولنا إلى سلالم لجنةٍ هي فى النهاية تحتنا، ولو كان الوطن فى السماء لكنا وصلنا إليه من زمنٍ بعيد.

بعد أيام اكتشفتُ أن الشجرَ كالبشر ، حين تُضيَّع الفرصة الأولى للقائك بهم .. حين تترك أحدهم خلفك ، قد لا تعثر علية ، ثانية ، أمامك.

كيف يكون الشيء أمامك ولاتراه, كيف تتحول إلى اعمى كما لو انك لا تملك من هذا العالم الواسع غير زوايا البيت وبواباته التي تغلقها اخر الليل,خائفا ان تفقد هذه الزوايا!! أم خائفا من دخول العالم فجأة إلى داخل بيتك ؟

كيف يمكن لي ان انسى ولكنني اوشكت ان اسامح.

في كل إنسان قمة عليه أن يصعدها وإلّا بقي في القاع مهما صعد من قمم.

انظر إلى الدمع فأراه متعبا مثلنا ،ولست أدري حين كنت أضع رأسه على كتفي هل كنتُ أضع رأسه أم أضع تلك الدموع التي قد تكون مثلنا تبحثُ عن كتف.

وأحس لأول مره أن كمال الشم يكون في العتمة ، حين يتراجع البصر ، وهو يقصى بعيدا ، تاركا الأنف وحده مستحوذا على حصة العين.

أعظم انتصار هو أن تنتصر على نفسك، على مخاوفك، على يأسك.

اقرآ أيضا: أجمل اقتباسات وأقوال الشاعر والروائي د. أيمن العتوم

لا تسأل عن قيمة الأشياء إلا بعد أن تفقدها، حينها فقط تدرك كم كانت ثمينة.

الحياة تعلمك أن الضحك أحيانًا يكون قناعًا يخفي أعمق الأحزان، وأن القوة تكمن أحيانًا في الاعتراف بالضعف.

صورة الكاتب إبراهيم نصرالله ينظر مباشرة إلى الكاميرا، بتعابير وجه هادئة وخلفية بسيطة.

نختتم هذه الرحلة الممتعة والعميقة في عالم اقتباسات إبراهيم نصرالله، ونحن نحمل في قلوبنا الكثير من المشاعر والأفكار التي أثارتها كلماته. إنه كاتب استطاع أن يجعل من الأدب وثيقة حية، شهادة على معاناة شعبه، وتعبيرًا صادقًا عن آماله وآلامه. لكن أدبه يتجاوز حدود القضية الفلسطينية، ليلامس الجوانب الإنسانية المشتركة في كل مكان وزمان.

إن اقتباسات إبراهيم نصرالله تذكرنا دائمًا بقوة الكلمة، بقدرتها على الحفاظ على الذاكرة، إيقاظ الضمائر، وبث الأمل حتى في أحلك الظروف. إنه يدعونا لأن نكون أكثر إنسانية، أكثر تعاطفًا، وأكثر تمسكًا بأحلامنا وبحقنا في الحياة الكريمة.

فلتكن هذه الأقوال والاقتباسات مصدر إلهام لنا جميعًا، لنقرأ أكثر، لنتأمل أعمق، ولنبحث دائمًا عن ذلك القنديل الذي يجب أن نشعله بأنفسنا لنرى العالم ونرى أنفسنا بوضوح أكبر. إرث إبراهيم نصرالله الأدبي هو كنز لا يفنى، ودعوة مستمرة لنكون أفضل، من أجل أنفسنا، ومن أجل الأجيال القادمة

إرسال التعليق

You May Have Missed