مجموعة واسعه من اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه
ميخائيل نعيمه، واحد من الأدب العربي الحديث، ولد عام 1889 في لبنان، ليصبح رمزًا لإبداع لا ينضب. استطاع عبر مسيرته الأدبية أن يُشكّل حجرًا أساسياً في تطور الفكر العربي، حيث جمع في كتاباته بين روعة الفلسفة وسحر الشعر وأناقة النثر. تميزت أعماله بالعمق والوضوح، لتتناسب مع مختلف الأذواق وتصل مباشرة إلى وجدان القراء.
في هذه المدونة، ننطلق برحلة لاستكشاف بعض من أجمل اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه، رحلة تحملنا إلى عالم حافل بالحكمة والتأمل، لنتعرف على الأفكار الفريدة التي أغنى بها الساحة الأدبية. تابع معنا لتكتشف جانبًا من فلسفته ورؤية للحياة التي لا تزال تلهم أجيالاً طويلة.
كونه أحد رواد النهضة الأدبية في العالم العربي، لعب نعيمه دورًا محوريًا ضمن حركة المهجر، التي شاركت بنشر الثقافة العربية وترسيخها في المهجر الأمريكي. من خلال كتاباته وأقواله التي تعكس نظرة ثاقبة للحياة، الحب والفن، أبدع نعيمه بلغة بسيطة لكنها مشبعة بالدهشة والعمق، مما يجعل قارئه يشعر أن كلماته تتجاوز حروفها لتلامس الروح مباشرة.

قائمة أعمال ميخائيل نعيمة
اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه في أعماق النفس البشرية
كان الإنسان هو المحور الأساسي لفلسفة ميخائيل نعيمه. لقد رأى فيه كوناً بأسره، ورأى فيه أيضاً الكائن الذي يضيّق على نفسه بقيود الجهل والأنانية. تدعونا كلماته إلى شن حرب لا هوادة فيها على أنفسنا، لتطهيرها وتوسيعها حتى تتسع للكون كله.
ما أكثر الناس وما أندر الإنسان.
عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة.
على الإنسان ان يشن حربا على نفسه لا على أخيه الأنسان ولا على الأكوان من حوله. فهو ان صفت عينه صفت حياته. وان صفت حياته كان كل الكون في عينيه نورا صافيا.
ما أوسع الإنسان وأضيقه، وما أبعد مداه وأقربه، وما أسرع فكره وأبطأه.
من كان لا يُبصر غير محاسنه ومساوئ غيره فالضرير خيرٌ منه.
عجبت لنفسي لا يسعدها ما يسعد الناس , ولا يشقيها ما يشقيهم , ألعلّني من غير طينة الناس ؟
إعجاب الإنسان بنفسه دليل على صغر عقله.
تُظهر هذه الباقة من اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه إيمانه بأن المعركة الحقيقية ليست في الخارج، بل في الداخل. فالإنسان الذي ينتصر على جهله وأنانيته هو الإنسان الذي يكتشف إنسانيته الحقيقية.
اقرأ أيضا: أروع اقتباسات محمود درويش: شاعر الوطن والإنسانية
اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه عن حكمة الصمت وقيمة الكلمة
في عالم يقدّس الثرثرة ويعتبرها دليلاً على الحضور، جاء نعيمه ليذكّرنا بالقيمة المنسية للصمت. لم يكن الصمت عنده غياباً للكلام، بل كان حضوراً للحقيقة، ولغة أعمق وأصدق من كل اللغات المنطوقة. لقد رأى في السكوت صدقاً لا غش فيه، بينما الكلام يظل دائماً مزيجاً من الحقيقة والوهم.
الكلام مزيج من الصدق والكذب. أما السكوت فصدق لا غش فيه.
أدركتُ حلاوة السكوت ولم يدرك المتكلمون مرارة الكلام, لذا سكتّ و الناس يتكلمون.
كثرة الكلام ملهاة للفكر. والبشر يهربون من السكوت والتأمل. فأنّى لهم أن يدركوا الله ؟
لكل كلمة أذن ، و لعل أذنك ليست لكلماتي ، فلا تتهمني بالغموض.
أفَمَقضيّ عليّ يا ربّي أن أعيش ممزّقًا ، بين نطق لا ينقع غلَّتي وسكوت غير مستطاع ؟
ما تفهمه من كلامى فهو لك وما لا تفهمه فهو لغيرك.
إن هذه المجموعة من اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه تدعونا إلى إعادة تقييم علاقتنا بالكلمات، وإلى تقدير لحظات الصمت التي تتيح لنا فرصة الإنصات إلى صوت الحقيقة في دواخلنا.
اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه عن فلسفة الحب والجمال
يعتبر نعيمه “المحبة” المفتاح الأوحد لكل الأبواب المغلقة، واللغة الوحيدة التي يفهمها الكون بأسره. فالحب عنده ليس عاطفة عابرة، بل هو حالة وجودية تتسع فيها رؤيتنا لنرى الجمال في كل شيء، ونتجاوز بها كل أشكال الكراهية والانقسام.
لولا الحبّ، ما تذوَّقَ الإنسانُ سعادة الوجودِ، ولا انتشى بخمرة الحياة.
متى اتسع نطاق محبتك، اتسع نطاق الجمال في حياتك. لأنك لا تستطيع أن ترى قباحة في ما تحب، ولا جمالاً في ما تكره.
ففي قرارة نفسي اليوم ، إيمان عميق جدًا إيمان لا يتزعزع ، بأنَّ المحبة وحدها هي المفتاح.
يقولون إن الحب أعمى, و ذاك خطأ. بل الحب مبصر, و لكنه يرى بعين الجمال فيرى كل شيء جميلاً.
فالبغض إذا قوبل ببغض ولد بغضاً. و إن هو قوبل بالمحبة فإما يصاب بالعقم فينقرض نسله، و إما يتلقح بالمحبة فينقلب محبة.
الجمال هو ما نراه فنودّ أن نعطي لا أن نأخذ. هو ما نشعر عند ملقاه بأيد ممدوة من أعماقنا لضمّه إلى اعماقنا.
سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، فلم تقل لي شكرا ولكنها انتعشت فانتعشت.
تؤكد اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه على أن تجربة الحب والجمال ليست ترفاً، بل هي ضرورة وجودية، وهي السبيل الوحيد لشفاء العالم من أمراض الحقد والانقسام.
اقرأ أيضا: أجمل اقتباسات وأقوال نجيب محفوظ، أديب نوبل المصري
اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه نقد المجتمع والإنسانية
لم يكن نعيمه حالماً منعزلاً عن الواقع، بل كان ناقداً اجتماعياً من الطراز الرفيع. لقد شخص ببراعة أمراض عصره – وما زالت أمراض عصرنا – من عبادة المال، إلى الانقسامات الدينية والوطنية، وصولاً إلى سطحية الثقافة.
عندما تصبح المكتبة ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ؛ عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قومًا.
ما أفقر الذين لا ثروة لهم إلا المال.
الغني من أستغنى عن الشيء لا به.
ولو أن البشر عرفوا الله لما قسموه إلى عبراني ومسيحي ومسلم وبوذي ووثني. ولما أهرق إنسان دم إنسان، ولا أبغض إنسان إنساناً من أجل الله.
قبل أن تفكروا بالتخلص من حاكم مستبد , تخلصوا مما يستبد بكم من عادات سيئة وتقاليد سوداء.
فما دامت غايتك من مذهبك الوصول إلى الله و غايتي من مذهبي الوصول إلى الله، فما شأنك معي أيّ طريق أسلك إلى الهدف.
والحرب لو يعلمون لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع , بل في قلوب الناس وأفكارهم أيضاً.
تظل هذه الكلمات من اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه بمثابة جرس إنذار، يوقظنا من غفلتنا ويدعونا إلى البحث عن ثروة الروح بدلاً من التكالب على ثروة المادة.
اقرأ أيضا: اقتباسات وأقوال احمد خالد توفيق، العرّاب الذي أحبه الجميع
اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه الحرية والفكر
ربط نعيمه بين الحرية والفهم ربطاً وثيقاً. فالحرية الحقيقية في نظره ليست في كسر القيود الخارجية، بل في التحرر من قيود الجهل والأفكار المسبقة والعادات البالية. إنها ثمرة نادرة لا تنمو إلا على شجرة الفهم العميق للذات وللحياة.
الحرية ثمرة نادرة تثبت على شجرة نادرة تدعى الفهم.
ما أضيق فكرى ما دام لا يتسع لكل فكر.
لا تهربوا من الجاهل و اهربوا من الجهل، لأنكم عندما تهربون من الجاهل لا تهربون إلا من أنفسكم، أمّا هربكم من الجهل فهو اقترابٌ من المعرفة.
إنني أولد ولادة جديدة كلما توّلد في رأسي فكر جديد.
ليس من المنطق في شيء أن تباهي بالحرية وأنت مكبل بقيود المنطق.
وكيف لمن يبصر ما لايبصره الناس ويسمع مالا يسمعونه إلا أن يكون مجنوناً في عرف الناس ؟
هذه الرؤية للحرية، كما تقدمها لنا اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه، هي دعوة للثورة الفكرية، للتشكيك في المسلّمات، وللسعي الدؤوب نحو توسيع مداركنا لتشمل كل فكر وكل إمكانية.
اقرأ أيضا: واسيني الأعرج: اقتباسات وأقوال لا تنسى
خاتمة:

اقتباسات وأقوال ميخائيل نعيمه تمثل كنزًا لا ينضب من الإلهام، تنساب بسلاسة عبر حدود الزمن والثقافة لتلامس أعماق روح كل من يسعى لفهم ذاته ورؤيته للعالم. كلماته ليست مجرد عبارات؛ بل هي دعوة صادقة لتأمل أعمق في أسرار الحياة وما تخفيه من معانٍ ودلالات. مع كل قراءة لكتاباته، تنفتح أمامنا آفاق جديدة تدفعنا لإعادة التفكير في قوة الأدب كنافذة مشرقة تعكس المشاعر الإنسانية وتجاربها بأسلوب مميز وفريد.
قوة ميخائيل نعيمه تكمن في قدرته على جعل كلماته تتحدث إلى الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو أزمانهم. إنه ليس مجرد كاتب؛ بل مبدع بمهارة فريدة في تجاوز حدود الزمان ليترك أثره في كل جيل قادم. لذلك، لا تترددوا في الغوص أكثر في عالمه الأدبي، لتستمتعوا برؤية عميقة وحكمة خالدة ستظل تلهمنا وترافقنا مهما طال الزمن.