×

اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت: أحد أبرز رموز الأدب والمسرح الحديث

الكتاب الإيرلندي صامويل بيكيت - اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت

اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت: أحد أبرز رموز الأدب والمسرح الحديث

في عالم الأدب الحديث، يبرز صامويل بيكيت كاسم فريد ومؤثر، كاتب إيرلندي حائز على جائزة نوبل في الأدب وأحد الأعلام البارزة في “مسرح العبث” الذي أحدث ثورة فكرية وفنية في القرن العشرين. لم يكن بيكيت مجرد كاتب تقليدي، بل كان فيلسوفاً يستكشف الفراغ، وشاعراً يعبر بالصمت، وفناناً يرسم بكلماته لوحة عميقة للوجود الإنساني، بكل ما فيه من تجرّد وقسوة. اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت ليست مجرد أحاديث مريحة أو خواطر محفّزة بالمعنى المعتاد، بل هي نتاج وعي عميق ونظرات متأملة في العدم، تدور حول العجز والفشل والانتظار الذي قد يمثل جوهر التجربة الإنسانية.

اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت

تمكن بيكيت بأسلوبه الأدبي البسيط والمختصر من التعبير عن أكثر الحالات الوجودية تعقيداً. عبر أعماله الخالدة، مثل المسرحية الأيقونية “في انتظار غودو”، قدم لنا عالماً يعج بشخصيات عالقة في أماكن وأزمنة غير محددة، تتبادل الحوارات المكررة والمتقطعة، منتظرةً خلاصاً لا يأتي مطلقاً. تُبرز اقتباسات بيكيت هذا الواقع العبثي بامتياز، حيث تصبح اللغة عاجزة عن توصيل المعنى، ويصبح الصمت أكثر دلالة من الكلام نفسه. أما الفشل، فيبدو عند بيكيت ليس نقيض النجاح، بل جزءاً أصيلاً من المحاولة ومن الاستمرار في مواجهة الحياة.

صامويل باركلي بيكيت، أحد أبرز رموز الأدب والمسرح الحديث، وُلد في دبلن، أيرلندا، يوم 13 أبريل عام 1906، لعائلة بروتستانتية ميسورة الحال. منذ سنواته الأولى، ظهرت علامات موهبته الفكرية، وأسهم تعليمه المتميز في كلية ترينيتي بدبلن، حيث درس اللغات الحديثة مثل الفرنسية والإيطالية، في تشكيل مسيرته الأدبية المستقبلية.

عاش بيكيت فترة من الإبداع المتوهج ب، حيث قدم ثلاثيته الروائية الشهيرة “مولوي“، “مالون يموت“، و”اللامسمى“، إلى جانب مسرحيته الأسطورية “في انتظار غودو“، التي عرضت لأول مرة عام 1953. هذا العمل المسرحي لم يكن مجرد عرض على خشبة المسرح بل كان ثورة كاملة في المفاهيم الفنية والأدبية، ليضع بيكيت في مقدمة رواد مسرح العبث. ولم تتوقف إنجازاته عند ذلك، فمن بين أعماله الأخرى ذات التأثير القوي “نهاية اللعبة”، “شريط كراب الأخير”، و”أيام سعيدة”.

في انتظار جودو اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت

في عام 1969، حصد بيكيت جائزة نوبل في الأدب تقديراً لإبداعه الاستثنائي الذي جلب أشكالاً جديدة للرواية والمسرح، مبرِزاً مأساة الإنسان المعاصر بأساليب مدهشة. إلا أن بيكيت ظل على عادته يبعد نفسه عن الأضواء؛ اختار ألا يحضر مراسم تسلم الجائزة وتبرع بالمبلغ المالي المرافق لها.

وعلى الرغم من نجاحاته العالمية، عاش بيكيت حياة بسيطة ومنعزلة في باريس حتى وفاته في 22 ديسمبر عام 1989. ترك خلفه إرثاً أدبياً لا يزال يشكل تحدياً للقراء والنقاد على حد سواء. كلمات بيكيت وأقواله تُعد جزءاً من هذا الإرث؛ إنها نافذة عميقة على فلسفته ورؤيته للوجود الإنساني بأسئلة تثير التفكير وتجدد الحوار مع معاني الحياة والإنسانية.

تتميز اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت بكثافتها، وقدرتها على إثارة القلق والتفكير، وجمالها الحزين. إليك مجموعة مختارة من أبرز هذه الاقتباسات، مصنفة حسب الموضوع:

أرى الحياة دون أن أعرف ما هي ، حاولت أن أعيش دون أن أعرف ما أفعله أو أحاول أن أفعله .

لو استطعت استخدام جسدي لألقيت به من النافذه ، معرفتي بعجزي هي التي تشجعني على مثل هذا التفكير .

سأفتح عيني وأنظر إلى كومة ممتلكاتي الصغيرة ، وألقي الأوامر المعتادة إلى جسدي،وأنا أعرف لن يطيع ، أتحول إلى روحي المتجهه إلى الهلاك .

أنتَ على الأرض ، لا يوجد علاج لذلك .

الطريق تبدو طويلة عندما يقطعها الإنسان وحده .

بداخلي هناك دوماً أحمقين, أحدهما لا يطلب أكثر من أن يظل حيث هو ,والآخر يتصور أن الحياة ربما تكون أقل بشاعة نسبياً لو تحرك قليلاً .

المشكلة كلها تكمن فى الإدراك فلم يشكل لي غیاب الوعي قطّ أية خسارة .

أنا شخص تعثّر واستقام ، أنحنى و اعتدل ، انهار واستقوى ، حتى أصبح يعرف حدوده مع الحياه والناس ، متى يواجه ومتى ينسحب ، ومتى لا يلتفت ابدا .

عاجِزين حتَّى على الإنتِحار؛ وقُبُول الحَياة هو قبول عَجزنا وخلاصِنا المفْقود، ولَكن لا أحَد قَادرٌ على إنقَاذ أحَد .

يجب أن نتحرك حتى لو لم نصل إلى أي مكان .

علي أن أفعل؟ أرقب النافذه ،أطلق العنان لآلامي ، لعجزي،أغص،واسقط،أنهض،وأغص، وأفترض ،وأنكر، أؤكد وأغرق .أغادر نفسي بسرور أقل .

لقد أسأت تقدير المسافة التى تفصلنى عن العالم. وكثيرا ما مددت يدى نحو أشياء بعيدة عن متناولى، وكثيرا ما اصطدمت بعقبات تكاد لا تكون واضحة فى الأفق .

التعاسة هي أكثر ما يضحك في هذا العالم، نضحك منها بملء قلوبنا في البداية لكنها تبقى كما هي دائماً، نعم، تشبه الحكاية الجميلة التي نسمعها باستمرار، نجدها باستمرار جيدة، و لكن من دون أن تضحكنا بعدها .

على مدى الحياة، الأسئلة نفسها و الأجوبة نفسها .

يقظتي كانت نوعاً من النوم .

كلنا ولدنا مجانين , لكن بعضنا فضل البقاء على حاله .

أي أحمق بأمكانه أغماض عينيه عن رؤية الحقيقة، لكن من يدري ماذا ترى النعامة حين تدفن رأسها في الرمل! .

تَعرُج الأشياء جميعها معاً، من أجل الأحتماليّة الواحدة .

يمنحوننا الولادة كمنفرج ساقين نحو قبر، الضوء يلتمع للحظة واحدة فقط، و بعدها يخيّم الليل مرة أخرى أكثر و أكثر .

يخيل لي أحياناً أنني أمكث هناك بين المشاهد الاَثمة، أترنّح تحت السمات الغامضة لاَلهة الخلق، و أضحي بنفسي من اَجل الاَخر في فضاء اللحظة .

لا شيء يحدث، لا أحد يأتي، لا أحد يذهب، إنه أمر فظيع!.

الطبيب النفسي هو رجل يلقي الكثير من الأسئلة باهظة الثمن والتي تلقيها زوجتك مجانا .

كان يجب أن أقول ذلك منذ زمن ،إني أكتب عن ذاتي بالقلم نفسه وفي الكراسة عينها، ولكن لم أعد أنا فأنا شخص آخر بدأ للتو حياته .

فالكلمات التى أنطقها بنفسى، والتى لا بد من أن تكون قد خرجت بمجهود عقلى، تبدو بالنسبة لى كطنين حشرة، وربما هذا هو أحد الأسباب التى تجعلنى قليل الكلام، أعنى أننى أعانى من مشكلة فى الفهم، ليس فقط فهم ما يقوله الآخرون لى، بل فيما أقوله للآخرين أيضا .

أنا أتحدث بزمن المضارع، فمن السهل أن تتحدث بزمن المضارع حين تتحدث عن الماضى .

القول هو ابتكار. هذا خاطئ، هذا خاطئ تماما، فأنت لا تبتكر شيئا، أنت تعتقد أنك تبتكر، أنت تعتقد أنك تتحرر، وكل ما تفعله هو أنك تردد الدرس الذى تعلمته .

هذا هو أحد الأسباب التى تجعلنى اتجنب الكلام بقدر الإمكان؛ لأننى دائما ما أقول أكثر أو أقل من المطلوب، وهذا شيء بشع بالنسبة لشخص لديه ولع بالحقيقة مثلى .

الكلمات والصور تعربد مسرعة في رأسي وتندمج فتختلط مع أنفاسي. وحين أخرج أنفاسي تملأ الغرفة بضجيجها،مع إنه صدري لا يتحرك إلا كطفل نائم .

كل كلمة هي مثل وصمة غير ضروريّة على كاهل الصمت و العدم .

الكلمات هي كل ما لدينا.

إني لا أغفر لأحد . وأتمنى للجميع حياة آثمة ، ثم نار جهنم وصقيعها . حتى يخرج اسم شريف من الأجيال اللعينة .

لا تزال نوبات قلة الصبر تطوف بي بين حين وآخر .

أتمنى لو كُنت أستطيع أن أتحمل البقاء وحيداً ، أقصد أن أكتفي بثرثرتي من دون وجود روح واحدة تنصت إليّ .

لقد مضي وقت طويل دون أن أتشوق إلي شئ وتأثير ذلك على نفسي كان قاسياً .

في الظلام . صرير السرير جزء من حياتي لا أحب أن يختفي .

أحس بالظلام القديم يتجمع ، والعزلة تستعد ، فيهما أعرف ذاتي ، ونداء المجهول النبيل ، شديد الجبن ، يجب أن أتجنب النظر إلى ذاتي .

أنا هكذا، إما أن أنسى بسرعة أو أن لا أنسى أبدا .

متزوداً جيداً بالأدوية المسكنة ، كنت أتناولها بكثرة ولكن دون أن أسمح لنفسي بالجرعة القاتلة التي يمكن أن تنهي مهمتي مبكراً ، مهما كانت .

كل كارثة تهددني ، بعد حمام الوحل سأكون أقدر على الصبر على عالم ما لم يلوثه وجودي .

يمكنه المجيء و الذهاب من وقت لاَخر دون أن يجرح نفسه بالأحجار و الأشواك و الزجاج المكسور الناتج عن كسل الإنسان أو شقاوته و دون تذمّر .

تلك الصحراء ، صحراء العزلة والإتهامات المُتبادلة ، التي يسميها الناس حبا .

أنا كبير جدا لأخسر كل هذا وأبدأ من جديد، أنا كبير جدا.. اهدأ يا موران.. اهدأ.. لا مشاعر لو سمحت .

وأتشوق إلى الحب وإلى سماء تموج بسحب صغيرة بيضاء خفيفة كشرائح الثلج ، إلى حياة لم أستطع أن أعيشها ، بسبب أخطائي طبعاً ، وكبريائي وتفاهتي .

لأتحدث عن الفترة أصبحت فيها سائلاً وتحولت إلى شيء كالوّحل . وبلا حزن مفرط لقد اعتدت على تحسس الأشياء وأنا جامد الحركة .

إن النوم أيضا هو نوع من الملاذ .

يبدو لى أحيانا أننى عرفت ابنى، وأننى ساعدته، ثم أقول لنفسى بعد ذلك إن هذا مستحيل، من المستحيل أن أكون قد ساعدت أى أحد على الإطلاق .

ما أفعله الآن، بالغ الأهمية، أتنفس، شهيق ثم زفير، مع كلمات تشبه الدخان، لا يمكنني الرحيل، لا يمكنني البقاء، لنرى ماذا سيحدث تالياً .

باتت الروح أخيراً ملاذاً منفصلاً ، غير مكترث ، متحرراً من بؤس العواطف المشبوبة ، من الأحكام ، ومن النزوات التافهة ، لم تعد الروح المعلقة فجأة مجرد تابع ملحق بالجسد المفرط في نشاطه .

صرخت فيه أننى لا أستطيع أن أتحرك، وأننى مريض، وأنه لا بد أن أُحمَل وأن ابنى هجرنى، وأننى لا أستطيع تحمل شيئا آخر .

دخلت أول ملجأ وجدته، وبقيت هناك حتى الفجر. لأننى كنت أعرف أنه لا مفر من أن يوقفنى أول شرطى ويسألنى عما أفعله، هذا السؤال الذى لم أكن أبدا قادرا على إيجاد إجابة ملائمة له .

لا يمكنني الاستمرار. سأستمر.

وقتي محدود، جسدي لم يتخذ قراره،فالحيوات الحقيقية لا تتسامح مع هذا البطء،الشيطان يتربص مثل المكروب في البروستاتا.سيطلق الخراب كتائبه .

بجدية كافحت لأكون جاداً أكثر ، أن أعيش وأبدع . ولكن عند كل محاوله جديدة أفقد عقلي ، أهرب إلى ظلالي كما يهرب الفرد إلى المعبد .

هذا النوع من الأغراء لا أريده الآن . إن حاجتي لجمال الحياة قد انتهت . واستطيع أن أموت اليوم إذا رغبت بمجرد مجهود صغير .

ولكنني لا أعمل من أجل المال، من أجل ماذا إذن؟ لا أعرف، الحقيقة أنني لا أعرف العديد من الأشياء .

كما هو حال الوقوع في حب الجسد ، كذلك هو الوقوع في صداقة العقل ، الإمتلاء يُبلَغ عبر الولوج إلى الأمـاكن الأكثـر أعتزالاً للنـاس .

لا أعتقد أن يودى لديه اهتمام كبير بهن. هذا يذكرنى بالنكتة القديمة عن روح المرأة؛ يسأل أحدهم: هل للمرأة روح؟ الإجابة: نعم. يسأل: لماذا؟ الإجابة: حتى نلعنها .

أن نجتمع مرةً اَخرى بعد غيابٍ طويل، نحن الذين أحببنا الرياح المتخلّلة بضياء الشمس، و الشمس العاصفة بالريح، الرياح و الشمس معاً، ذلك قد يخبأ لنا شيئاً، ذلك قد يخبأ لنا شيئاً ما .

في صغري كان الكبار يبعثون في نفسي التساؤل والرهبة ، وما يدهشني الآن هم الأطفال يبكون ويصرخون .

هل حاولت ؟ هل فشلت ؟ لا يهم , حاول مجدداً وافشل مجدداً ولكن افشل بصورة أفضل .

مولوى، إن موطنك كبير جدا، فأنت لم تتركه أبدا ولن تتركه، ومهما ارتحلت فأنت بداخل حدوده، وسوف تظل دوما ترى الأشياء نفسها .

دموع العالم كمية ثابتة؛ إذا بدأ شخص بالبكاء في مكان ما، توقف آخر عن البكاء في مكان آخر، نفس الشيء يحدث بالنسبة للضحك .

ذاكرتي ضعيفة،ينزلق إصبعي الصغير أمام قلمي الرصاص عبر الصفحة يحذرني،يسقط على الحافة،منبئاً نهاية السطر قد اقتربت ،لكن في اتجاه آخر .

ولكن فكرة الانتحار لا تسيطر علىّ كثيرا، أنا لا أعرف لماذا .

ثمّ قالت لي : كيف تدير أمورك في مثل سنك هذا ؟ ، فأخبرتها أني أدّخرت حياتي كلها من أجلها .

العادة هي المسكن العظيم.

اقتباسات وأقوال صامويل بيكيت

في ختام هذه الرحلة الشاقة والمتميزة في عالم صامويل بيكيت، ندرك أن كلماته ومقولاته ليست مجرد تعبيرات عن اليأس والعبث، بل تشهد بقوة على قدرة الإنسان على الصمود والإصرار في مواجهة العبث. بأسلوبه المتقشف والمجرد، نجح هذا الكاتب الإيرلندي الكبير في تقديم رؤية فلسفية مميزة، تجد الجمال في الفشل، والقوة في الاستمرار، والمعنى في الصمت. تعكس مقولات صامويل بيكيت قلق الإنسان المعاصر وشعوره بالاغتراب، لكنها تذكرنا أيضاً بأنه حتى في أحلك الظروف “نستطيع الاستمرار وسنواصل”.

تكمن أهمية صامويل بيكيت ليس في تقديمه إجابات مريحة، بل في طرح الأسئلة الصحيحة وفي قدرته على تصوير الحالة الوجودية للإنسان المعاصر بصدق وجرأة. كلماته حول عجز اللغة وحتمية الفشل وعبثية الانتظار تظل تلامس وجداننا لأنها تعكس تجربة إنسانية عالمية. لتكن مقولاته مصدر إلهام لنا، ليس لتحقيق النجاح بالمعنى التقليدي، بل لتقدير قيمة المحاولة، والعثور على الكرامة في الصمود، ولنذكر دائماً أن المحاولة والفشل بشكل أفضل هي بذاتها انتصار نبيل على عبثية الوجود.

مدونة لاستكشاف الأفكار العميقة، من الأدب والفلسفة إلى أحدث ما في عالم التقنية.

إرسال التعليق

You May Have Missed